تأسس مجلس الشراكة الاستراتيجية في شهر مارس من عام 2018 من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-، ورئيسة الوزراء تيريزا ماي سعيًا منهما على تأكيد العلاقات بين البلدين وتعزيزها والالتزام بشراكة استراتيجية أعمق لتعزيز المصالح المشتركة.
وتحت رعاية مجلس الشراكة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، قام معالي وزير التجارة والاستثمار السعودي الدكتور ماجد القصبي ومعالي وزير الخزانة البريطاني فليب هاموند بعقد الاجتماع الأول للجنة الاقتصادية والاجتماعية بمجلس الشراكة الاستراتيجية في جدة في المملكة العربية السعودية في تاريخ 4 ذو القعدة 1440 هـ.
وقد تشرف معالي فليب هاموند بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهم الله-، وصاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود وزير الثقافة، ومعالي الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي وزير التجارة والاستثمار، ومعالي محمد بن عبد الله الجدعان وزير المالية وعدد من اصحاب المعالي الوزراء، جرى فيها عدة مباحثات بناءة ومثمرة تم خلالها تبادل وجهات النظر حول سبل تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات التعاون في إطار الشراكة الاستراتيجية بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
الشراكة الاستراتيجية لرؤية 2030
1 . أكدت المملكة المتحدة من جديد التزامها المستمر بدعم تنفيذ رؤية 2030، البرنامج السعودي للتنوع الاقتصادي والتطوير الاجتماعي. كما تقر المملكة المتحدة بالتقدم الاقتصادي الكبير الذي تحقق منذ بدء العمل على رؤية 2030 في عام 2016. في اطار الشراكة الاستراتيجية، عملت كلتا الدولتين لدعم تطوير مهارات وإمكانيات المواطنين السعوديين، كما تعتبر المملكة العربية السعودية المملكة المتحدة شريك استراتيجي رئيسي في رؤية 2030، وتؤكد كلتا الدولتين من جديد التزامهما المشترك ببناء وتطوير التجارة والاستثمار، وتحقيق الرخاء المشترك لمواطني كلتا المملكتين.
2. إن تعيين المملكة المتحدة للسير كين كوستا مبعوث خاص لرئيسة الوزراء ولوزير الخارجية لرؤية المملكة 2030، والسير أنتوني سيلدون كمبعوث للتعليم في المملكة المتحدة لرؤية 2030 يعزز الأهمية التي توليها المملكة المتحدة لتطوير الروابط الثنائية لدعم جسور الاتصال بين الشعبين وتوفير فرص أوثق للتعاون الاقتصادي والاجتماعي.
3. المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة ملتزمين بشراكة طويلة الأمد لدعم تنفيذ رؤية 2030 في المجالات المحددة ضمن الشراكة الاستراتيجية والتي تشمل تقييم فرص الاستثمار المشترك بما في ذلك استثمارات صندوق الاستثمارات العامة في المملكة المتحدة ، التجارة الثنائية والاستثمار التي تحقق رؤية المملكة 2030.
4. يتجاوز حجم التجارة الثنائية بين والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة 5 مليار دولارسنويًا. تم استعراض طرق لزيادة تعزيز التعاون، بما في ذلك تشجيع الصادرات المتبادلة، وجذب الاستثمارات الداخلية المباشرة. كما نوقشت القطاعات السعودية ذات الأولوية للاستثمار، وسيحدد المزيد من العمل مجالات إضافية لشراكات استثمارية استراتيجية جديدة. كما ناقش الجانبان أيضًا تراخيص الاستثمار الممنوحة للشركات البريطانية، والتي تقدر بااستثمار رأس المال بأكثر من 10 مليارات دولار.
5. تم مناقشة عمل مجموعات القطاع الخاص، التي تم تأسيسها في مارس 2018 بهدف رئيسي هو تسهيل العلاقات بين المؤسسات (B2B) مما تساهم في تحقيق أهداف رؤية 2030، وستجتمع المجموعات في الرياض ولندن في نهاية هذا العام لمواصلة العمل، كما أعرب الجانبان عن امتنانهما لكبار قطاع الأعمال في البلدين الذين يرأسون هذه المجموعات.
6. استثمر صندوق الاستثمار العامة (PIF) في البنية التحتية والتكنولوجيا واللوجستيات بشكل مباشر وغير مباشر، وسيواصل العمل مع وزارة التجارة الدولية (DIT) لتحديد شركاء الاستثمار الاستراتيجيين وأهم فرص الاستثمار، ومع زيادة مشاركة PIF في المملكة المتحدة ستساهم في تقدم الفرص في هذا المجال.
7. أشادت المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة بإقامة حوار التعليم بين البلدين وأثنت بالتقدم المحرز حتى الآن بما في ذلك تحديد الأولويات قصيرة المدى والتي تعد المملكة المتحدة متمكنة في تقديم الدعم خبرائها في القطاع الخاص. كما تشيد المملكة العربية السعودية أيضاً بخبرة المملكة المتحدة وتجربتها في قطاع التعليم، وهي ممتنة لعمل الممثل الخاص للمملكة المتحدة السير أنتوني شيلدون.
8. منذ إنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية، تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم مع المؤسسات الصحية الرائدة في المملكة المتحدة لدعم تحقيق أهداف رؤية 2030. كما سيضمن إنشاء اللجنة التنفيذية المشتركة السعودية البريطانية في مجال الصحة المزيد من فرص التعاون الوثيق. كما تتمثل قوة التعاون بين المملكتين في استضافة المملكة العربية السعودية للقمة الوزارية الرابعة لسلامة المرضى في مارس 2019، ومشاركة وفد المملكة العربية السعودية في معرض الرعاية والابتكار والشراكة العالمية للصحة الرقمية، بالإضافة إلى الزيارات الثنائية لمقدمي الرعاية الصحية من كلا البلدين.
9. تم عقد الحوار الافتتاحي حول الطاقة والصناعة في الرياض في فبراير 2018، حيث ناقش الجانبان مجالات التعاون بما في ذلك الطاقة المتجددة والتنظيم و(CCUS) ومستقبل التنقل. كما تؤكد المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية التزامهما بالتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك والتي تتماشى مع الاستراتيجيات الصناعية لكل منهما، وتسهيل النمو والتوظيف وتنمية المهارات.
10. تقر المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة وتحرصان على الاستفادة من التواصل مع الشعوب من خلال تطوير الفرص الثقافية والرياضية. ستساهم الاتفاقيات بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة والتي تبرم بين وزارة الثقافة والهيئة العامة للترفيه مع مؤسسات الترفيه في المملكة المتحدة، في تطوير التعاون في مجال الثقافة والتطوير الإبداعي.
11. تتطلع المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى الاجتماع المقبل لجنة الاقتصادية والاجتماعية في المملكة المتحدة لمراجعة التقدم المحرز وتحديد المزيد من المشاركة والفرص التي ستواصل تعزيز الشراكة الاستراتيجية وبناء علاقات أوثق بين الشعوب وتحقيق فائدة الرخاء المتبادل لكلا البلدين والشعبين.
12. وفي ختام الاجتماع قدم معالي وزير الخزانة البريطاني فليب هاموند الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهم الله- ولمعالي وزير التجارة والاستثمار على ما لقيه والوفد المرافق من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وثمن معالي وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي مستوى التمثيل والجهود المبذولة من الطرفين، كما يتطلع معاليه لعقد الاجتماع الثاني في المملكة المتحدة.
صدر في جدة بتاريخ 4 ذي القعدة 1440هـ الموافق 7 يوليو 2019م.