شهدت العاصمة البريطانية لندن اليوم انعقاد الاجتماع الخامس لأعمال الجانب الاقتصادي والاجتماعي في مجلس الشراكة الاستراتيجي السعودي البريطاني الذي يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله –، ودولة رئيس وزراء المملكة المتحدة السيد كير ستارمر.
وترأس الاجتماع معالي وزير التجارة الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، ونظيره البريطاني السيد جوناثان رينولدز اللذين أشادا بالجهود التي حولت الخطط إلى إنجازات ملموسة، ترتكز على الابتكار، وتمكين القطاع الخاص، وتكامل الجهود الحكومية، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 والإستراتيجية الصناعية البريطانية.
وتناول الوزيران مبادرة "GREAT FUTURES" التي أطلقت في الرياض العام الماضي، لتتوج جهوداً مشتركة تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي في 13 قطاعاً اقتصادياً واعداً، في خطوة تؤكد على التزام البلدين بتحقيق مصالح مشتركة ونمو مستدام، مؤكدين على التقدم الملموس الذي أحرزته أعمال المبادرة.
وفيما يلي نص بيان الاجتماع الخامس لأعمال الجانب الاقتصادي والاجتماعي في مجلس الشراكة الاستراتيجي السعودي البريطاني:
تأسس مجلس الشراكة الاستراتيجي السعودي البريطاني في شهر مارس من عام 2018 ، ويرأس المجلس من الجانب السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، ومن الجانب البريطاني دولة رئيس الوزراء في المملكة المتحدة السير كير ستارمر، ويهدف المجلس لتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيزها والالتزام بشراكة استراتيجية أعمق لتعزيز المصالح المشتركة، وتنقسم ترتيبات الحوكمة لمجلس الشراكة إلى جانبين رئيسيين، الجانب الدفاعي والأمني والسياسي، والجانب الاقتصادي والاجتماعي، حيث يرأس الجانب الاقتصادي والاجتماعي من الجانب السعودي معالي وزير التجارة الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي ومن الجانب البريطاني معالي وزير الأعمال والتجارة السيد جوناثان رينولدز.
مبادرة (GREAT FUTURES) حملة ممتدة لمدة عام، وهي إحدى مبادرات الجانب الاقتصادي والاجتماعي التي أطلقها المجلس كمحرك رئيسي لتعزيز الأولويات الاقتصادية المشتركة، ودفع المبادرات الاستراتيجية إلى جانب تسليط الضوء على النجاحات المنجزة وتسريع النمو الاقتصادي؛ حيث أقيمت اليوم في لندن أعمال المؤتمر الختامي للمبادرة، والتي تم منذ إطلاقها العام الماضي في الرياض مايو 2024م، إقامة عدد من الفعاليات المتعلقة بـ 13 قطاعاً واعداً.
عقد رئيسا الجانب الاقتصادي والاجتماعي بالمجلس اجتماعهما الخامس ضمن أعمال المؤتمر الختامي لمبادرة "GREAT FUTURES"، حيث أكدا اعتزازهما بالتقدم الملموس في مسارات التعاون منذ انطلاق المبادرة، كما أعلن الجانبان عن شراكة استراتيجية سعودية بريطانية جديدة، مبنية على مواءمة الاستراتيجية الصناعية الحديثة للمملكة المتحدة ورؤية السعودية 2030، بهدف تعزيز التعاون في مجال التجارة والاستثمار بين القطاعات ذات الأولوية في الجانب الاقتصادي والاجتماعي، حيث انطلقت هذه الشراكة خلال المؤتمر لضمان تحويل الخطط إلى إنجازات واقعية ملموسة، مع التركيز على خمس مجالات استراتيجية ذات أولوية:
1. الربط المالي: خارطة طريق لتعزيز الترابط بين المراكز المالية للبلدين، حيث يهدف هذا التعاون إلى توفير رأس مال النمو للاستثمار في القطاعات ذات الأولوية، ومواءمة السياسات في أسواق رأس المال، والتقنية المالية والتأمين والتقاعد، والتمويل المستدام، وتداول الكربون. كما أكد الجانبان التزامهم بالتعاون لتعزيز جاذبية الأسواق الاستثمارية في البلدين.
2. علوم الحياة والتقنية الصحية: تعزيز التعاون بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة في مجال علوم الحياة والتقنية الحيوية، وتوحيد الطموحات المشتركة للابتكار والنمو الاقتصادي والريادة الصحية العالمية.
3. النمو الصناعي: إطار عمل مشترك لدفع التقدم الصناعي، وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، والمواد المركبة المتقدمة، والمواد المستدامة، وسلاسل توريد المعادن الحرجة.
4. المجالات الإبداعية: التعاون الاستراتيجي لتعزيز التبادل الثقافي والإبداعي، وتعزيز الابتكار وتنمية المواهب، وفي ظل عزم المملكة العربية السعودية على استضافة عدد من الفعاليات الكبرى، مثل: إكسبو 2030 وكأس العالم 2034.
5. الابتكار في التعليم: التعاون لمواكبة المتغيرات التقنية في قطاع للتعليم، مع التركيز على المهارات الرقمية وتقنيات الذكاء الاصطناعي في منهج الابتكار، والتعلُّم الرقمي، وتنمية المهارات المستقبلية.
أثمرت الجهود المبذولة ضمن أعمال الجانب الاقتصادي والاجتماعي بتحويل الخطط إلى إنجازات واقعية ملموسة ذات أثر كبير، حيث شملت الإنجازات ما يأتي:
التجارة والاستثمار والخدمات المالية: أشاد الجانبان بحجم التجارة بين البلدين الذي بلغ (£16.1) مليار جنيه استرليني، وأكدا على الهدف المشترك للوصول إلى (30£) مليار جنيه استرليني بحلول عام 2030م. كما شهدت مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي تقدماً ملحوظاً، بواقع 8 جولات تفاوضية. ورحب الجانبان بالاستثمارات السعودية الكبرى في المملكة المتحدة، وتأسيس المقرات الإقليمية للشركات البريطانية في المملكة العربية السعودية، كما أكد الجانبان التزامهما بمواصلة التعاون لجذب المزيد من الاستثمارات في القطاعات ذات الأولوية.
التعليم والابتكار والرعاية الصحية: أشاد الجانبان بترخيص 9 مدارس بريطانية في السعودية سعياً لتحقيق مستهدف ترخيص 10 مدارس بحلول عام 2025 م، كما أشاد الجانبان بالجهود القائمة لترخيص جامعتين بريطانيتين لافتتاح فروع لهما في المملكة العربية السعودية، كما تمت الإشادة بمخرجات فعالية مهارات المستقبل السعودية البريطانية، التي تُعد جزءاً من مبادرة "GREAT FUTURES" والتي أسفرت عن توقيع 7 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات التعليم، والتدريب التقني والمهني، وتنمية المهارات، وإطلاق برامج تنفيذية مشتركة تساهم في سد فجوات المهارات المستقبلية. وفي إطار التزام الجانبين بدفع مسار التحول في قطاع الرعاية الصحية، احتفى الجانبان بتأسيس أول كلية بريطانية دولية للتمريض في السعودية. كما أكد الجانبان على العمل لتفعيل مذكرة التفاهم بين الهيئة السعودية للبحث والتطوير والابتكار ووزارة العلوم والابتكار والتقنية في المملكة المتحدة لدعم مشاريع الابتكار والبحث المشتركة.
الطاقة والتعدين والنقل والبيئة: شهد الجانب الاقتصادي والاجتماعي إطلاق مشاريع رائدة في مجالات الطاقة النظيفة والهيدروجين، وفي قطاع التعدين تم توقيع اتفاقية للتعاون في مجال تأمين إمدادات المعادن الحرجة وتبادل الخبرات في عمليات وتقنيات التعدين الحديثة، كما اتفق الجانبان على تشجيع الاستثمارات البريطانية في المملكة في قطاعات التعدين والكيماويات والتقنيات الحيوية. وفي إطار تعزيز الجهود في قطاع النقل، اتفق الجانبان على تفعيل مذكرات التفاهم في مجالات النقل الجوي والسكك الحديدية ومستقبل التنقل. كما تم تعزيز التعاون في المجال البيئي من خلال توقيع مذكرات تفاهم لتنفيذ مشاريع مشتركة في مجالات حماية البيئة والأرصاد الجوية وتغير المناخ.
الثقافة والرياضة والسياحة: اتفق الجانبان على أهمية تعزيز التعاون الثقافي في مختلف القطاعات الثقافية التي تندرج تحت مذكرة التفاهم الموقعة بين وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية، ووزارة الثقافة والإعلام والرياضة في المملكة المتحدة في المجال الثقافي، إلى جانب تنمية العمل المشترك بين المؤسسات والكيانات الثقافية، ودعم المشاركة في المحافل الثقافية والفنية الدولية التي تُقام في البلدين الصديقين. وفي إطار الجهود المشتركة لتطوير قطاع السياحة نجح الجانبان في تنمية السياحة بين البلدين منذ إطلاق تأشيرات الزيارة الإلكترونية، حيث نمت أعداد السياح بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية بشكل كبير، ففي عام 2024م، بلغ عدد الزيارات السياحية بين البلدين أكثر من 750 ألف زائر، مما يعكس الروابط القوية بين الشعبين. كما تمت الإشادة بالشراكة القائمة بين وزارة الرياضة ممثلة بمعهد إعداد القادة مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية البريطانية، والتي تهدف إلى تعزيز تنمية المجال الأكاديمي من خلال الأبحاث وبرامج التدريب والتطوير الرياضية المشتركة مثل تمكين المرأة في القطاع الرياضي حيث عمل الجانبان أيضاً على عددٍ من الشراكات الإستراتيجية، بهدف تطوير البنية التحتية والبرامج الرياضية، وتعزيز جاهزية المملكة لاستضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، ونقل الخبرات البريطانية الرائدة في هذا المجال وشملت مجالات التعاون توقيع مذكرة تفاهم لتطوير قطاع الرياضات الإلكترونية بين اتحادي الرياضات الإلكترونية في البلدين.
وفي هذا السياق، أشاد الجانبان بدور مبادرة " GREAT Futures " بوصفها منصة متميزة لمواءمة التوجهات، وتحفيز الشراكات، وتعزيز التواصل بين القطاعات الحكومية والخاصة في البلدين. كما تمثل الفعالية الختامية للمبادرة فرصة لتسليط الضوء على المشاريع الناجحة، واستكشاف آفاق جديدة للتعاون المستقبلي.